روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مسلمون لا يصومون رمضان!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مسلمون لا يصومون رمضان!


  مسلمون لا يصومون رمضان!
     عدد مرات المشاهدة: 2351        عدد مرات الإرسال: 0


عدد كبير من المسلمين في شتى بقاع الأرض -وللأسف الشديد- يتساهلون ويتقاعسون عن صيام شهر رمضان الفضيل بدون مانع أو عذر شرعي، إما عن جهل بفرضية صيام رمضان الذي يعد من أركان الإسلام وأعمدته الرئيسة، أو لتعمد الإفطار لإنكار صوم هذا الشهر أصلًا، وإعتباره تعذيبًا وجلدًا للذات دون جدوى، أو لضَعف إيمان البعض وعدم قدرتهم على الصبر وكبح جماح شهواتهم والتحكم فيها، لاسيما العُصاة مدمني إرتكاب المحرمات دون تورع أو خوف من عقاب الله، سواء إعتياد ممارسة الزنا أو شرب الخمر أو تعاطي المخدرات وتدخين السجائر، فهؤلاء لا يجدون غضاضة في الجهر بمعاصيهم وتجرؤهم على الله في نهار رمضان، هداهم الله وسائر المسلمين إلى ما يحب ويرضى..

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون* أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا فعدةٌ من أيامٍ أُخَر، وعلى الذين يطيقونه فدية طعامُ مسكين فمن تطوع خيرًا فهو خير له، وأن تصوموا خيرٌ لكم، إن كنتم تعلمون*شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضًا أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أُخَر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدةَ ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة:183-185].

فصيام شهر رمضان فرض إلهي على كل إنسان مسلم بالغ عاقل غير مريض غير مسافر، وغير معذور كالحائض والنفساء والحامل التي تخشى على حملها أو على نفسها ضررًا لو صامت، أو المرضِعة قليلة اللبن..

 

= وسائل دعوة المسلمين الذين لا يصومون رمضان:

في محيط كل منا شخصٌ أو أكثر لا يصومون رمضان لأحد الأسباب سالفة الذِكر، وهؤلاء يجب علينا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الصوم وترغيبهم فيه وتحذيرهم من التهاون والتفريط في أدائه، وذلك باتباع الوسائل التالية:

أولًا: إخبارهم بفرضية صوم رمضان، وعِظَم مكانته في الإسلام، فهو أحد المباني العظيمة التي بُنِيَ عليها الإسلام، مع بيان فضائله وفوائده الصحية والنفسية والإجتماعية التي لا حصر لها.

ثانيًا: تذكيرهم بالأجر العظيم المترتب على الصوم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري ومسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي. وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ، فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» رواه البخاري ومسلم.

ثالثًا: ترهيبهم من ترك الصوم، وبيان أن ذلك من كبائر الذنوب: فقد روى ابن خزيمة وابن حبان عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ -الضبع هو العضد- فأتيا بي جبلا وعِرا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم» صححه الألباني في صحيح موارد الظمآن.. وقال الألباني رحمه الله معلقًا: أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال مَن لا يصوم أصلًا؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.

رابعًا: بيان سهولة الصوم وما فيه من الفرح والسرور والرضا، وطمأنينة النفس، وراحة القلب، مع لذة التعبد في أيامه ولياليه، بقراءة القرآن، وقيام الليل.

خامسًا: دعوتهم لسماع بعض المحاضرات، وقراءة بعض الكتب والمقالات التي تتحدث عن الصوم وأهميته وحال المسلم فيه.

سادسًا: الصبر عليهم وعدم الملل من دعوتهم وتذكيرهم بالقول اللين، والكلمة الطيبة، مع الدعاء الصادق لهم بالهداية والمغفرة.

سابعًا: إذا استشعرت أن مَن تدعوه إلى الصوم، بدأ يستجيب بالفعل ويأسف ويندم على ما فعله من ترك صيام رمضان من غير عذر، فإنصحه بما يلي حتى يتلافى ترك فريضة الصوم مرة أخرى ويقضي ما فاته إمتثالًا لأمر الله وإبتغاء مرضاته ورحمته وعفوه والفوز بالأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة:

1= التوبة إلى الله توبة صادقة مستجمِعة لشروطها عسى أن يغفر الله له، قال تعالى: {وإني لغفارٌ لمن تاب وعمل صالحًا ثم اهتدى} [طه:82].

2= وجوب قضاء ما أفطره من رمضانات ماضية والإسراع في ذلك قدر المستطاع، لأن صوم رمضان واجب، فمن أفطر فيه لعذر أو لغير عذر وجب عليه القضاء لأن الصوم قد استقر في ذمته فلا يسقط حتى يقضيه، ودَين الله أحق أن يُقضى.

3= إذا وقع منه جماع في أحد الأيام التي أفطرها عمدًا عالمًا بالحُكم فتلزمه كفارة كبرى عن كل يوم جامع فيه مع قضاء ذلك اليوم وهذه الكفارة تلزمه ولو لم ينوِ صوم اليوم الذي جامع فيه لأنه يلزمه الإمساك، وكل من من لزمه الإمساك وجامع فعليه الكفارة وهي صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا إن عجز عن الصوم.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.